top of page

33 طفلا عربيا لقوا حتفهم غرقا في الأعوام الأخيرة: تحذيرات من استمرار الكارثة رغم حملات التوعية

  • Writer: اديب الناطور
    اديب الناطور
  • Oct 21
  • 2 min read

Updated: Oct 23


ree

تعد حوادث غرق الأطفال إحدى القضايا المقلقة التي ما زالت تحصد أرواح العشرات سنويا في المجتمع العربي، على الرغم من تكرار حملات التوعية وتزايد الاهتمام الإعلامي بالموضوع. فقد كشفت بيانات حديثة صادرة عن مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أن 33 طفلاً عربياً لقوا حتفهم غرقاً بين الأعوام 2021 و2025، ما يعكس استمرار أزمة حقيقية تتجاوز حدود الحوادث الفردية لتصبح مؤشراً على خلل بنيوي في ثقافة الأمان المائي داخل المجتمع.


تشير المؤسسة إلى أن نحو 70% من حالات الغرق وقعت في برك السباحة الخاصة والعامة، بينما سُجّلت حالات أخرى في البحر، والبحيرات، وأحياناً داخل المنازل. وتؤكد أن معظم هذه الحوادث ناتجة عن ضعف الإشراف المباشر على الأطفال، وغياب الإجراءات الوقائية الأساسية، إذ يمكن أن يغرق الطفل حتى في مياه ضحلة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات.


من منظور أكاديمي ومجتمعي، يمكن تفسير تكرار هذه الظاهرة بعدة عوامل مترابطة. أولاً، نقص التثقيف الوقائي في المدارس والمؤسسات التربوية، إذ لا تدرس مهارات السباحة والإنقاذ بشكل منهجي في المراحل التعليمية المبكرة. ثانياً، غياب البنية التحتية الوقائية في البيوت والبرك الخاصة، مثل الأسوار والبوابات المغلقة، ما يجعل الأطفال عرضةً للخطر في غياب رقابة الأهل. ثالثاً، ضعف المبادرات المحلية والبلدية في نشر الوعي الممنهج بلغات تناسب المجتمع العربي وثقافته.


إن المعطيات السنوية التي تنشرها "بطيرم" تظهر تذبذبا في أعداد الضحايا من عام لآخر، إلا أنّ المعدّل العام ظل ثابتاً تقريباً عند 16 ضحية سنوياً، وهو رقم مرتفع نسبياً في مجتمع محدود العدد. هذه المؤشرات تؤكد أن الجهود القائمة لا تزال جزئية وموسمية، وتفتقر إلى خطة وطنية شاملة للسلامة المائية.


من هذا المنطلق، تبرز الحاجة إلى مقاربة شمولية تتكامل فيها أدوار الأسر، والمؤسسات التعليمية، والسلطات المحلية، ومؤسسات المجتمع المدني. فالمطلوب ليس فقط التوعية، بل بناء ثقافة مستدامة للأمان المائي، تقوم على تعليم السباحة منذ سنّ مبكرة، وتشجيع الأهل على المشاركة الفعّالة في الرقابة والتدريب، إضافة إلى سنّ تشريعات تلزم بتطبيق معايير السلامة في البرك والمرافق المائية.


ختاما، تظهر هذه الظاهرة أن الغرق ليس قضاءً وقدراً، بل نتيجة مباشرة لغياب الوعي والإجراءات الوقائية. إن إنقاذ حياة الأطفال مسؤولية جماعية تتطلب تحركاً ممنهجاً ومستداماً يضمن أن لا يتحول الصيف القادم إلى موسم جديد من الفقد والمآسي.


Comments


من 48 - عشان 48

  • X
  • Facebook
  • Instagram
bottom of page