إحياء الذكرى الـ69 لمجزرة كفر قاسم: آلاف المشاركين و«لا نسيان ولا غفران»
- عشان 48

- Oct 29
- 2 min read

تجمع الآلاف صباح الأربعاء في مدينة كفر قاسم للمشاركة في المسيرة السنوية وفعاليات إحياء الذكرى الـ69 لشهداء مجزرة كفر قاسم، في تظاهرة شارك فيها أهالي المدينة، قيادات محلية ووطنية، ناشطون سياسيون ومجتمعيون، وعائلات الشهداء. انطلق المشاركون من ساحة مسجد أبو بكر الصديق متجهين نحو صرح الشهداء، حاملين الأعلام السوداء وصور الضحايا ولافتات كتب عليها شعارات مثل «لا نسيان.. ولا غفران»، في مشهد عبّر عن الحزن والمطالبة بالعدالة والاعتراف.
ارتدى كثيرون قمصانًا سوداء كعلامة حداد، كتب عليها: «الذكرى الـ69 لمجزرة كفر قاسم — تسعة وستون عاماً وجرح المجزرة ما زال ينزف». وتضمنت الفعاليات كلمات وطنية ألقاها كلّ من رئيس بلدية كفر قاسم هيثم طه، ورئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، إضافة إلى كلمة ممثل عن أحفاد الشهداء، تم خلالها تلاوة الفاتحة ووضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري وزيارات لأضرحة الشهداء في المقبرة. كما شارك طلاب المدارس والأطر التربوية للتأكيد على أهمية نقل الذاكرة عبر الأجيال.
نظمت الاحتفاليات بلدية كفر قاسم واللجنة الشعبية، مؤكدة أن مجزرة 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956 تبقى «جرحًا مفتوحًا» في الوعي الجماعي، ودعت إلى ترسيخ الرواية الفلسطينية وتعليمها للأبناء من خلال فعاليات تربوية وتوثيقية. وحملت المسيرة هتافات تندد بسياسات الحكومة الإسرائيلية وتطالب بالاعتراف الرسمي وتحمل المسؤولية عن المجزرة، التي تحولت إلى رمز للظلم الذي تعرّض له الفلسطينيون داخل حدود 1948.
تُعدّ مجزرة كفر قاسم، التي ارتكبت في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1956، واحدة من أبرز المحطات المأساوية في تاريخ الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، حيث سقطت 49 امرأة ورجلًا وشابًا من أبناء البلدة برصاص قوات «حرس الحدود» الإسرائيلية. تحوّلت أسماء الشهداء وذكراهم إلى جزء من الذاكرة الجماعية: في كل عام تُستعادهم الأسماء والوجوه، وتُقرأ قصص الضحايا كدرس من أجل العدالة والتذكّر.
ختاماً، أكدت الفعاليات هذا العام — كما في الأعوام السابقة — على أن النضال من أجل الحق في العدالة والاعتراف لن يتوقف، وأنّ المحافظة على الذاكرة الجماعية هي وسيلة لتمرير الحقيقة إلى الأجيال القادمة. ودعت القيادات والمجتمع إلى استمرار الفعاليات التربوية والتوثيقية لضمان ألا تُمحى هذه الذكرى من صفحات التاريخ المحلي.
Comments