بلدية الطيبة تعلن عن إبطال مشروع التفافي شارع 444 ومنع مصادرة أكثر من 2000 دونم

في خطوة وُصفت بأنها إنجاز تاريخي للطيبة وأهلها، أعلنت بلدية الطيبة عن وقف مخطط شارع 444 الالتفافي الذي كان من المتوقع أن يؤدي إلى مصادرة ما يزيد عن 2000 دونم من أراضي المدينة الغربية. ويأتي هذا الإعلان بعد جلسة عمل مهنية عقدت يوم الاثنين، شارك فيها رئيس بلدية الطيبة المحاسب يحيى حاج يحيى، ومدير عام البلدية، وطاقم مهندسيها، إلى جانب عضو الكنيست د. أحمد الطيبي، وممثلين عن أصحاب الأراضي المتضررة برئاسة المحامي يوسف عمر جمعة.

خلفية المخطط

المخطط الالتفافي المقترح كان يهدف – بحسب الجهات المخططة – إلى تخفيف الضغط المروري على شارع 444 عبر إنشاء طريق التفافي جديد، إلا أن المخطط كان سيطال آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والخاصة في الجهة الغربية للمدينة. وقد أثار هذا المخطط مخاوف واسعة بين الأهالي، لا سيما في ظل تاريخ طويل من المصادرات التي عانت منها الطيبة على مدار العقود الماضية.

جلسة مهنية حاسمة

خلال الجلسة التي جمعت مسؤولي بلدية الطيبة مع الطواقم المهنية لشركة "نتيفي يسرائيل" برئاسة مديرها العام نيسيم بيرتس، عرض رئيس البلدية ومديرها العام الموقف الرسمي للطيبة، مشددين على رفض المشروع بشكل كامل. وأوضحا أن المخطط لا يخدم احتياجات المدينة الحقيقية، بل يتجاهل خصوصيتها العمرانية والجغرافية، ويهدد حقوق مئات العائلات في أراضيها الخاصة.

وأكد النائب د. أحمد الطيبي خلال مداخلته أن "المساس بأراضي الطيبة لم يعد مقبولا بأي شكل"، مضيفا:"المصادرات التي طالت أهل الطيبة مرارا عبر التاريخ لن تتكرر. نحن هنا للدفاع عن الأرض، وعن حق أهلنا في الحفاظ على ما تبقّى من أملاكهم".

عرض هندسي شامل وبدائل عملية

قدم طاقم الهندسة في بلدية الطيبة عرضا تقنيا مستفيضا تضمن:

• تحليلا هندسيا للمخطط المقترح ولمخاطره.

• استعراضا للضرر المباشر المتوقع على ملكيات المواطنين والبنية الزراعية.

• عرض بدائل مهنية لتطوير شارع 444 القائم بدل إنشاء شارع جديد.

• حلولا عملية لتحسين الحركة المرورية في المنطقة دون المساس بالملكيات الخاصة.

وقد حظي هذا العرض بإشادة من الحضور، إذ أظهر قدرة البلدية على تقديم رؤية تخطيطية شاملة، مدعمة بالدراسات الهندسية والمعايير المهنية المتبعة.

استجابة شركة "نتيفي يسرائيل" وتبني موقف المدينة

بعد نقاش مهني موسّع، أعلن مدير عام "نتيفي يسرائيل" نيسيم بيرتس عن تراجع الشركة عن المضي قدما بالمخطط، وإصدار كتاب رسمي للجهات المخوّلة بوقف كافة الإجراءات التخطيطية. وأكد بيرتس خلال الجلسة أنه "يأخذ بعين الاعتبار الموقف المهني للبلدية ومطالب أصحاب الأراضي"، وأن الشركة ستعيد دراسة حلول أخرى بالشراكة مع البلدية دون المساس بالحقوق الأساسية للمواطنين.

هذا القرار يُعتبر تحولًا مهمًا في مسار المخطط، خصوصًا وأن مشاريع البنية التحتية الكبرى نادرًا ما تُوقف بعد سنوات من التحضير والدراسة.

دور أصحاب الأراضي واللجنة القانونية

اللجنة التي أقيمت من قبل أصحاب الأراضي لعبت دورًا محوريًا في توحيد الصفوف وتقديم المواد القانونية والخرائط، بقيادة المحامي يوسف عمر جمعة. وقد أكّد جمعة في تصريحات سابقة أنّ أصحاب الأراضي "متمسكون بحقوقهم ومستعدون لخوض كل المسارات القانونية للحفاظ على أملاكهم".

إشادة بالجهود المشتركة

في ختام البيان الرسمي، أثنى رئيس بلدية الطيبة يحيى حاج يحيى على الجهود الكبيرة التي بذلها النائب د. أحمد الطيبي، ودوره في الدفع نحو عقد الجلسة الحاسمة بشكل سريع، وعلى التعاون المثمر بين البلدية وأصحاب الأراضي. واعتبر رئيس البلدية أن هذا الإنجاز "يؤكد أهمية العمل المهني المشترك، ووحدة الموقف في الدفاع عن حقوق أهل الطيبة".

متابعة حتى صدور القرار النهائي

وأوضحت بلدية الطيبة أنها ستواصل متابعة الإجراءات حتى صدور القرار النهائي بالوقف التام للمخطط، وأنها ستعمل على دفع مشاريع تطويرية بديلة تخدم المدينة وسكانها دون أي مساس بالأراضي الخاصة.