بن غفير يهدد هدم قبر عز الدين القسام ويشرف على إزالة خيمة قرب الضريح
- عشان 48

- 6 days ago
- 3 min read

جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يوم الخميس، تهديداته بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام الواقع في مقبرة القسام ببلدة الشيخ – تل حنان قرب مدينة حيفا، واصفًا الضريح بأنه "استعراض للتحريض" ومؤكدًا عزمه على اقتلاع القبر من مكانه. يأتي ذلك في سياق سلسلة تصريحات وإجراءات تصعيدية يتخذها الوزير في الأشهر الأخيرة تجاه الموقع الذي يُعد أحد أبرز رموز التاريخ الوطني الفلسطيني.
إشراف مباشر على إزالة خيمة للوقف الإسلامي
وخلال جولة ميدانية يوم الأربعاء، أشرف بن غفير بنفسه على عملية إزالة خيمة كانت لجنة الوقف الإسلامي قد نصبتها قرب ضريح القسام. وظهر الوزير في مقطع فيديو نشره عبر منصتي "تلغرام" و"إكس"، وهو يقول:"هذه أراضينا، أراضي دولة إسرائيل. هذه خطوة أولى ومهمة لإخراج الاستعراض التحريضي المسمى قبر عز الدين القسام من هنا".
وبحسب بن غفير، فإن إزالة الخيمة تأتي في إطار "فرض السيطرة والنظام"، مشيرًا إلى أنه "فخور بالعمل الذي تقوم به جهات إنفاذ القانون في قضايا الأراضي"، على حد تعبيره.
تهديدات متكررة بهدم الضريح
وكان بن غفير قد دعا قبل عدة أشهر رئيس بلدية نيشر إلى إصدار أمر رسمي بهدم ضريح القسام، متعهدًا بأن الشرطة ستنفذ العملية وتوفر الحماية لها. وصرّح الوزير في إحدى جلسات لجنة الداخلية البرلمانية في الكنيست:"لن نسمح للمخربين أن يرتاحوا حتى في موتهم"، واصفًا الشيخ عز الدين القسام بأنه "رمز للإرهاب"، وفق تعبيره.
وأشار بن غفير إلى أنه كان يعتزم تنفيذ عملية الهدم قبل السابع من أكتوبر، مضيفًا أن "الأمر أصبح أكثر أهمية بعد ذلك التاريخ"، على حد قوله.
مواقف وتحركات سياسية داعمة
من جانبه، صرح عضو الكنيست يتسحاق كرويزر من حزب "عوتسماه يهوديت" أن نقل قبر القسام "قد يشكل ورقة تفاوض لاستعادة المختطفين الإسرائيليين"، أو دفنه في "مقبرة مخصصة لمنفذي العمليات"، في إشارة إلى مقبرة خصصتها السلطات الإسرائيلية لدفن فلسطينيين تتهمهم بتنفيذ هجمات.
الشرطة تزيل الخيمة وتعديات إضافية على المقبرة
وفي سياق متصل، أكد حزب الوفاء والإصلاح أن الشرطة الإسرائيلية، وبأعداد كبيرة، قامت يوم الأربعاء بإزالة الخيمة التابعة للوقف الإسلامي رغم الطقس الماطر، كما أزالت اللافتة التعريفية بتاريخ المقبرة ووحدة الطاقة الشمسية، وذلك بموجب أمر هدم رسمي.
وأضاف الحزب أن "أذرع المؤسسة الإسرائيلية تتضافر للإجهاز على ما تبقى من أرض المقبرة"، محذرًا من تهديدات سياسية مستمرة لإزالة الضريح الذي دُفن فيه القسام قبل النكبة، والذي يعد شاهدًا على مرحلة بارزة من تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني.
استنكار واسع من قيادات عربية
وأدان النائب د. سمير بن سعيد من الحركة العربية للتغيير بشدة قيام بن غفير باقتحام ممتلكات الوقف الإسلامي في بلد الشيخ، معتبرًا ذلك "خطوة استفزازية تمس حرمة الوقف الإسلامي ومشاعر المؤمنين".وأضاف في بيان:"هذا الاقتحام الخطير لا يمكن فصله عن النهج التحريضي الذي تتبناه الوزارة، والذي يستهدف مقدساتنا وحرمة الأموات".
وانتقد النائب المرافقة الميدانية لرئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية للوزير، معتبرًا أن اللجنة "تحولت إلى أداة بيد الوزير بدلًا من أن تمارس دورها الرقابي الطبيعي"، محذرًا من أن "مبدأ الفصل بين السلطات أصبح في مهب الريح".
القسام: رمز تاريخي للنضال الفلسطيني
الشيخ عز الدين القسام من مواليد عام 1883 في جبلة بالساحل السوري، ويعد من أبرز الشخصيات في تاريخ المقاومة ضد الاحتلالين الفرنسي والبريطاني في سوريا وفلسطين.قاد القسام مجموعات مقاتلة في ثلاثينيات القرن الماضي، واستشهد عام 1935 في اشتباك مع القوات البريطانية قرب جنين، وكان لمقتله أثر مباشر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.
وتحمل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اسمه تخليدًا لدوره في النضال ضد الاستعمار.
تحذيرات من تصعيد خطير
وتحذر جهات عربية عديدة من أن استهداف قبر القسام يمسّ بواحد من أبرز المعالم الدينية والتاريخية الفلسطينية، ويشكل اعتداءً على الوقف الإسلامي وعلى الذاكرة التاريخية للمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، وسط مخاوف من أن تتحول التهديدات الحالية إلى خطوات تنفيذية خلال الفترة المقبلة.
Comments