سباق رئاسة لجنة المتابعة العليا: من يمثل الجماهير العربية؟
- عشان 48

- Nov 5
- 4 min read

تعد لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل الإطار القيادي الجامع للمواطنين العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، وهي تمثل جميع الأحزاب السياسية، رؤساء السلطات المحلية، والمنظّمات الشعبية في المجتمع العربي. تأسست اللجنة في عام 1982 لتكون منصة موحدة للدفاع عن الحقوق الجماعية للمواطنين العرب في الداخل الإسرائيلي، وتعزيز مشاركتهم السياسية والاجتماعية، والمطالبة بالمساواة والعدالة في مواجهة التحديات المختلفة التي يواجهها المجتمع العربي.
تلعب لجنة المتابعة دورًا أساسيًا في التنسيق بين مختلف مكوّنات المجتمع العربي، ومتابعة القضايا الحيوية مثل وقف هدم البيوت، دعم الأوقاف والمقدسات، مواجهة التمييز، وتعزيز الحقوق المدنية والسياسية. كما تعتبر اللجنة قناة للتواصل مع السلطات الإسرائيلية والأحزاب الديمقراطية للتأثير على السياسات التي تؤثر على حياة الجماهير العربية.
في عام 2025، يشهد المجتمع العربي في إسرائيل انتخابات لرئاسة اللجنة، حيث يتنافس عدد من المرشحين لتولي قيادة هذه المؤسسة المهمة، في وقت تتصاعد فيه التحديات المتعلقة بالعنف والجريمة، التهميش السياسي، وضغوط التمثيل بين الأحزاب والسلطات المحلية.
خلفية وتحديات
لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل نشأت عام 1982 لتكون الإطار الجامع الذي يضم الأحزاب السياسية، رؤساء السلطات المحلية، والمنظمات الشعبية العربية، بهدف تمثيل المجتمع العربي والدفاع عن حقوقه الجماعية. تعكس اللجنة تاريخًا طويلًا من النضال السياسي والاجتماعي، إذ نشأت من جهود سابقة مثل لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية لتصبح صوتًا موحدًا للجماهير العربية داخل إسرائيل.
تتمثل المهام الأساسية للجنة في الدفاع عن الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين العرب، تعزيز المساواة، دعم الأوقاف والمقدسات، ومواجهة التمييز وسياسات التهميش. كما تسعى اللجنة إلى التنسيق بين مختلف الأطراف في المجتمع العربي لضمان تمثيل شامل ومتوازن لقضاياه. لكن اللجنة تواجه عدة تحديات معقدة، أبرزها:
تصاعد العنف والجريمة داخل المجتمع العربي وتأثيره على الاستقرار المحلي.
شعور بعض الجماهير بعدم الثقة بالمؤسسات التقليدية والقيادات القائمة.
التحديات السياسية المتعلقة بالمساواة والتمثيل داخل النظام الإسرائيلي، بما في ذلك تهميش الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
ضرورة تحقيق التوازن بين العمل السياسي والنضال المجتمعي، مع إشراك الشباب والنساء في صنع القرار.
في ظل هذه التحديات، تأتي انتخابات رئاسة اللجنة كفرصة لتجديد القيادة وتعزيز فعالية المؤسسة، مع إعطاء الجماهير خيار المشاركة في اختيار من يمثلهم بأفضل صورة.
***
المرشحون السبعة
فيما يلي عرض مختصر لسبعة مرشحين أعلنوا ترشحهم حتى الآن لمنصب رئيس اللجنة، مع تقديم معلومات متساوية لكل واحد ليتمكن القارئ من تكوين رأيه:
علي خضر زيدان

رئيس مجلس محلي كفرمندا، يتمتع بخبرة طويلة في العمل المحلي والتنسيق بين السلطات والأحزاب، ما يمنحه معرفة واسعة بكيفية إدارة القضايا المحلية والجماهيرية. يصف نفسه بأنه مرشح “توافقي”، ويسعى إلى تعزيز وحدة الصف العربي وبناء شراكات قوية بين السلطات المحلية والأحزاب السياسية، مع تحويل لجنة المتابعة إلى منصة فاعلة وقادرة على التأثير على الصعيد الوطني. تمتاز خبرته القيادية المحلية وعلاقاته الواسعة مع رؤساء السلطات المحلية بأنها نقاط قوة كبيرة، بينما يبقى التحدي الرئيسي أمامه هو القدرة على تحقيق التوافق بين الأطراف المختلفة داخل اللجنة في ظل تعدد الاختلافات الحزبية والميدانية.
د. جمال زحالقة

عضو كنيست سابق عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، يمتلك خبرة برلمانية واسعة وشبكة علاقات سياسية قوية داخل المجتمع العربي وخارجه. يسعى زحالقة للحفاظ على مكانة لجنة المتابعة وتعزيز دورها الوطني الجامع، من خلال بناء مؤسسة قوية تمتلك برامج واضحة وقدرة على التنفيذ. تكمن نقاط قوته في خبرته البرلمانية ووضوح رؤيته السياسية، بينما يتمثل التحدي أمامه في تجاوز النظرة إليه كمرشح يمثل النهج الحزبي التقليدي، خصوصًا في وقت يطالب فيه المجتمع العربي بقيادة جديدة وشابة تعكس تطلعات الجماهير.
نيفين أبو رحمون

نيفين أبو رحمون، ناشطة نسوية وسياسية معروفة، تركز في نشاطها على تعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة السياسية والمجتمعية. أعلنت ترشحها لرئاسة لجنة المتابعة العليا بهدف إعادة بناء المؤسسة وتعزيز حضور النساء والشباب في القيادة، معتبرة أن التجديد البنيوي ضروري لمواجهة تحديات المجتمع العربي. تتميز نيفين برؤية تجديدية وطموح للتغيير، فيما يمثل التحدي الأكبر لها هو كسب التزكيات والدعم الكافي من داخل اللجنة، خصوصًا في مؤسسة يهيمن عليها تقليديًا القيادات الذكورية.
رلى داوود

رلى داوود، ناشطة مجتمعية ومديرة لحراك “نقف معا”، تركز جهودها على تمكين الشباب وتعزيز المشاركة الجماهيرية في المجتمع العربي. أعلنت ترشحها لرئاسة لجنة المتابعة العليا معتبرة أن القيادة الشابة قادرة على إدخال رؤية جديدة وتجديد دور اللجنة في خدمة الجماهير. تتميز رُلى بخلفية ميدانية قوية وطموح لتوسيع المشاركة الشعبية، فيما يكمن التحدي أمامها في مدى دعم المؤسسات والقيادات الحالية لها، وقدرتها على تحويل المبادرات الشبابية إلى تأثير فعلي داخل اللجنة.
سائد عيسى

سائد عيسى، رئيس اللجنة الشعبية في كفر قاسم، يمتلك خبرة واسعة في العمل المجتمعي المحلي ويشتهر بالتواصل المباشر مع المواطنين وقضاياهم اليومية. أعلن ترشحه لرئاسة لجنة المتابعة العليا بهدف “تجديد النهج وليس استبدال الوجوه”، مؤكدًا على أهمية العمل الميداني لتعزيز فعالية اللجنة. يتميز سائد بخلفية شعبية قوية وطابع عملي ميداني، فيما يمثل التحدي أمامه مدى توفر الموارد والدعم اللازمين لخوض الحملة الانتخابية على مستوى المجتمع العربي بأكمله.
فهد دهامشة

فهد دهامشة فهد دهامشة، مدير دائرة التربية والتعليم والمحور الجماهيري في مجلس محلي كفر كنا، يُعرف بخلفيته التربوية والمجتمعية وجهوده في إشراك الشباب في العمل الجماهيري. أعلن ترشحه لرئاسة لجنة المتابعة العليا داعيًا إلى فتح باب الترشح أمام المستقلين وغير الحزبيين، مع التركيز على العمل الميداني وتجديد طاقات اللجنة. تتمثل نقاط قوته في خبرته المجتمعية وقدرته على التواصل مع الشباب، بينما يتمثل التحدي أمامه في مدى حشد الدعم السياسي الكافي وتحويل المبادرات المستقلة إلى تأثير فعلي داخل اللجنة.
أمير مخول

أمير مخول، كان من بين الأسماء المطروحة للترشح لرئاسة لجنة المتابعة العليا، ولكنه أعلن لاحقًا انسحابه رغم حصوله على بعض التزكيات المطلوبة. يُعرف مخول بمواقفه النقدية تجاه آليات الترشح الحالية ورغبته في إعادة طرح أسئلة حول طريقة التمثيل داخل اللجنة. يتمثل دوره في المشهد الانتخابي الحالي كمرشح سابق ساهم في إثراء النقاش حول القيادة وآليات العمل داخل المؤسسة، مما أعطى الجماهير فرصة للتفكير في البدائل وإعادة تقييم خياراتها القيادية.
***
كيف تختار رئيس لجنة المتابعة العليا القادم؟ دليل للجمهور
يشكل سباق رئاسة لجنة المتابعة العليا محطة مهمة لتحديد مستقبل هذه المؤسسة القيادية التي تمثل الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني. الانتخابات الحالية تواجه تحديات عديدة، أبرزها تصاعد العنف والجريمة، شعور بعض المواطنين بعدم الثقة بالمؤسسات التقليدية، الحاجة إلى إشراك الشباب والنساء في صنع القرار، وضغوط التمثيل السياسي بين الأحزاب ورؤساء السلطات المحلية. هذه الظروف تجعل من اختيار رئيس اللجنة القادم مهمة حساسة تتطلب قدرة على التوافق، رؤية واضحة، وفعالية قيادية على الصعيدين السياسي والمجتمعي.
وفق لجنة الانتخابات، يجب على المرشح الحصول على تزكية من أحد مركبات المجلس المركزي أو من ستة رؤساء سلطات محلية، مع عدم السماح لأي مركّب أو رئيس سلطة بمنح أكثر من تزكية واحدة لكل مرشح. ومع وجود سبعة مرشحين بمسارات وأولويات مختلفة، يمكن للجمهور تقييم الخيارات بناءً على الخبرة والقدرة القيادية، وضوح الرؤية والاستراتيجية، مدى إشراك الشباب والنساء، وقدرة المرشح على بناء جسور بين الأطراف المختلفة داخل وخارج اللجنة. بهذه الطريقة، يستطيع كل قارئ تكوين رأيه واختيار الشخص الذي يراه الأكثر قدرة على قيادة لجنة المتابعة العليا نحو مستقبل أكثر شمولية وفعالية للجماهير العربية في إسرائيل.
Comments