طمرة وبلدات الساحل تقف بوجه مسار شارع 6: اجتماعات طارئة، تصعيد شعبي، وتمسك بمطلب “أرض مقابل أرض”
- عشان 48

- Nov 23
- 4 min read
تتصاعد حالة الغضب والقلق في مدينة طمرة وعدد من بلدات الساحل، في ظل بدء إجراءات مصادرة آلاف الدونمات لصالح المقطعين 8 و9 من مشروع شارع 6 (عابر إسرائيل)، وسط رفض واسع للتعويضات المالية التي وصفت بأنها "مهينة" و"لا تعكس قيمة الأرض"، وإجماع شعبي ورسمي على مطلب واحد: أرض مقابل أرض.

اجتماع طارئ في بلدية طمرة: موقف موحّد وتصعيد قانوني وشعبي
عقدت بلدية طمرة، اليوم الأحد، اجتماعًا طارئًا بمشاركة أصحاب الأراضي المهدَّدة بالمصادرة، ومسؤولين من شركة "عابر إسرائيل"، والمحامي إميل نحّاس الموكّل بتمثيل أصحاب الأراضي في المسار القضائي. وأكد الحضور ضرورة تعزيز العمل القانوني والشعبي وتوحيد الموقف في مواجهة المخطط، الذي يهدّد بحسب الخرائط، بشقّ الشارع بمحاذاة الجهة الغربية من طمرة، ما سيؤدي إلى قطع مساحات واسعة من الأراضي الخاصة وفصل أصحابها عن أراضيهم الزراعية.
نحاس: قدمنا التماسًا للمحكمة العليا ونمتلك أدلة على وجود أراضٍ بديلة
وقال المحامي إميل نحّاس إن الاجتماع جاء لتحديث المعلومات القانونية، موضحًا:"قدّمنا التماسًا للمحكمة العليا نطالب فيه بتعويض أصحاب الأراضي بأرض مقابل أرض، وهو حق منصوص عليه في قانون شارع عابر إسرائيل". وأضاف أن ادعاء الدولة بعدم وجود أراضٍ بديلة "غير دقيق إطلاقًا"، مؤكدًا وجود تقارير رسمية تثبت توفر أراضٍ واسعة يمكن استخدامها للتعويض سواء في طمرة أو في المقاطع الشمالية. وبحسب نحّاس، فإن المساحة المتضررة في طمرة وحدها تتراوح بين 200 و400 دونم، بعضها صودر فعلًا وبعضها مهدّد بالاقتلاع.
رئيس بلدية طمرة: التعويض المالي “مسخرة” ونرفض أقل من أرض مقابل أرض
رئيس بلدية طمرة، موسى أبو رومي، عبّر عن رفضه القاطع للتعويض المالي المقترح، واصفًا إياه بـ"المسخرة"، وقال:"17 أو 18 شيكلًا للمتر؟ هذا غير مقبول إطلاقًا. هذه أرض تعب عليها الناس أجيالًا ولها قيمة لا تُقاس بالمال". وأشار أبو رومي إلى وجود مساحات واسعة ضمن نفوذ طمرة يمكن تخصيصها كأراضٍ بديلة، مضيفًا:"المبدأ طُبّق سابقًا ولا سبب لعدم تطبيقه اليوم".
أصحاب الأراضي: “لسنا ضد الشارع… نحن ضد الظلم”
الكثير من أصحاب الأراضي عبّروا عن تمسّكهم بمطلبهم الأساسي.يقول وجيه ياسين، المتحدث باسمهم:"التعويض المقترح ليس تعويضًا بل إهانة. بين 13 و17 شيكلًا للمتر؟ هذا استهزاء"، مشيرًا إلى وجود بوادر إيجابية بعد الحديث عن لجنة وساطة تبحث حلولًا بديلة. أما عدنان عرموش، الذي ستُصادر أرضه بالكامل تقريبًا، فقال:"أرضي ورثتها عن جدي وأبي وسأورثها لأولادي. نصف دونم هنا يُباع بـ800 ألف شيكل، فكيف يُعَوَّض متر بـ17 شيكلًا؟" كما شدّد وحيد إدريس على موقف موحّد:"مطلبنا الوحيد هو أرض مقابل أرض".
مصادرة ضخمة تتجنّب أراضي الكيبوتسات
المخطّط الجديد لشارع 6 يهدّد، وفق المعطيات، بمصادرة نحو 2870 دونمًا من أراضي المواطنين العرب، في وقت يُظهر المسار التفافيًا واضحًا عن أراضي الدولة تحت سيطرة الكيبوتسات والبلدات اليهودية، ما يزيد شعور أصحاب الأراضي بالتمييز وعدم العدالة.
وأكّد مشاركون في الاجتماع أنّ الأراضي المصادرة تمثل ما تبقّى من إرث الأجداد بعد عقود من المصادرات، وأن فقدان الأرض لا يمكن تعويضه ماليًا مهما بلغ المبلغ.
أبو سنان تدخل الخط: “قدمنا 5000 دونم بديلة والدولة ترفض”
رئيس مجلس محلي أبو سنان، سيف مشلب، شدّد على أن التعويضات المطروحة "غير منطقية وغير عادلة"، وقال:"أصحاب الأراضي اشتروا أراضيهم بعرقهم، وما يُطرح اليوم لا يساوي شيئًا". وكشف مشلب أن السلطات المحلية قدمت للدولة قائمة تشمل 5000 دونم من الأراضي الحكومية القريبة كبديل جاهز للتعويض، لكن طرح الدولة ما زال يرفض مبدأ الأرض مقابل الأرض.
جديدة المكر: اجتماع شعبي واسع ورفض جماعي للتعويضات المالية
وبالتزامن مع حراك طمرة، عُقد مساء السبت اجتماع شعبي واسع في جديدة المكر بمبادرة صاحب الأرض جودت أبو صالح، الذي تتهدده مصادرة مساحة تبلغ 50 دونمًا. وقال أبو صالح إن الهدف من الاجتماع هو توحيد الصوت الشعبي، مضيفًا:"لا نعارض إقامة الشارع، لكن لا يمكن أن تُؤخذ أرضنا بلا مقابل عادل. 17 شيكلًا للمتر استهزاء وليس تعويضًا". اللجنة الشعبية: انتهت كل المسارات القانونية ولم يتبقَ إلا النضال الميداني صائب منصور، عضو اللجنة الشعبية، أكد أن المسار القانوني استُنفد منذ 2017، وأن المرحلة الحالية هي معركة من أجل التعويض العادل فقط، مشيرًا إلى أن التعويض المالي المقترح "هزيل ولا يساوي قيمة الأرض".
مرام خازن: “الأرض ليست ملكًا… إنها هوية"
مرام خازن من عكا، وهي مالكة لأرض ورثتها هذا العام، قالت:"الأرض أمانة وجذور. مصادرتها تعني تدمير مستقبلها بالكامل"، مضيفة أن الدولة تختار أراضي العرب رغم وجود أراضٍ حكومية مباشرة بمحاذاة مناطق المصادرة.
رئيس مجلس جديدة المكر: “كيف يعوض إرث بـ17 شيكلًا للمتر؟”
القائم بأعمال رئيس المجلس، عبيد عبيد، وهو أيضًا صاحب أرض متضررة، قال:"من الصعب على أي إنسان أن يترك أرضًا ورثها من آبائه. هذا ظلم لا يقبله لا البشر ولا رب البشر".
إميل نحاس: أكثر من 3400 دونم مهددة.. والمرحلة القادمة تتطلب تصعيدًا منظّمًا
المحامي إميل نحاس عرض آخر التطورات القانونية، موضحًا أن مرحلة المصادرة بدأت فعليًا، وأن أكثر من 3400 دونم من أراضي العرب في المقاطع 8 و9 مهدّدة بالاقتلاع، إضافة إلى أراضٍ في طمرة وعبلين وشفاعمرو في ملف قضائي موازٍ. وأوضح أن "دائرة أراضي إسرائيل" تدّعي عدم وجود أراضٍ بديلة، لكن المسح الذي قدّمه طاقم الدفاع يثبت وجود آلاف الدونمات المناسبة للتعويض. ودعا نحّاس إلى الانتقال لمرحلة جديدة من النضال:"النضال القانوني وحده لا يكفي. يجب تشكيل لجان مصغرة في كل بلدة ووضع خطة تصعيد تدريجية وصولًا إلى التظاهر أمام المكاتب الحكومية. اليد الواحدة فقط هي التي تغيّر".
خلاصة: موقف موحد… والهدف واحد
تتفق طمرة وجديدة المكر وكفر ياسيف وأبو سنان على موقف واحد لا تراجع عنه:التعويض العادل قائم فقط على مبدأ أرض مقابل أرض. ومع بدء إجراءات التسييج والمصادرة، تتجه البلدات العربية نحو تصعيد قانوني وشعبي منظم، وسط قناعة راسخة بأن الوحدة الشعبية هي مصدر القوة الأساسية، وأن الدفاع عن الأرض هو دفاع عن الهوية والإرث المتوارث عبر الأجيال.
Comments