يافا: انتخاب إدارة جديدة للهيئة الإسلامية للدورة السابعة عشرة

عقدت الهيئة الإسلامية في مدينة يافا مساء يوم الثلاثاء اجتماعها الأول في مقرّها، وذلك عقب اكتمال انتخابات لجنة الانتخابات السباعية الجديدة، والتي جرت يوم السبت الموافق 29 نوفمبر 2025. وقد سجلت هذه الانتخابات أعلى نسبة مشاركة منذ تأسيس الهيئة عام 1988، ما يعكس حالة من الاهتمام المتزايد بالشأن الإسلامي والمجتمعي في المدينة، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من العمل المنظم والمسؤول في صفوف أبناء يافا.

وخلال الاجتماع، تم الإعلان رسميًا عن التشكيلة الإدارية للهيئة الإسلامية للدورة السابعة عشرة، والتي ستتولى إدارة شؤون المسلمين الدينية والمجتمعية خلال السنوات الأربع المقبلة. وجاءت نتائج الاقتراع السري لاختيار قيادة الهيئة على النحو التالي: السيد عبد القادر أبو شحادة رئيسًا للهيئة بعد حصوله على أربعة أصوات مقابل ثلاثة منافسه الشيخ عصام سطل، الذي انتُخب نائبًا للرئيس. كما ضمّت الإدارة الجديدة الشيخ فريح أبو نجم سكرتيرًا للهيئة، والحاج رمزي أبو طالب أمينًا للصندوق، والمحامي عبد الفتاح زبدة ناطقًا رسميًا باسم الهيئة، إضافة إلى عضوية كل من الشيخ محمد محاميد والمربي إيبك سطل.

وتُعد الهيئة الإسلامية في يافا المؤسسة التمثيلية المركزية للمجتمع المسلم في المدينة، وتُعنى بمتابعة القضايا الدينية والمجتمعية، وعلى رأسها شؤون الأوقاف والمقدسات والمساجد، إلى جانب المبادرات الاجتماعية والتربوية والثقافية. وقد حضر الاجتماع أعضاء الهيئة الحاليون وأعضاء لجنة الانتخابات الجدد، حيث جرى اختيار المناصب بالاقتراع السري في أجواء تنظيمية عكست رغبة واضحة في تعزيز الشفافية والحوكمة داخل المؤسسة.

وفي أول تصريحات له بعد انتخابه، أكد رئيس الهيئة الإسلامية عبد القادر أبو شحادة أن مدينة يافا مقبلة على “فترة حساسة ومعقدة جدًا تمتد لـ48 شهرًا”، مشيرًا إلى ضرورة تضافر الجهود وتوحيد الصفوف لعبور هذه المرحلة بوعي ومسؤولية. وقال: “نملك القدرة على تجاوز الأزمات شريطة اتحاد القلوب وتجرد النوايا”، مضيفًا أن الإدارة الجديدة ملتزمة بالعمل “كفريق واحد” لوضع الخطط ورسم البرامج وتنفيذ مشاريع تُلبي تطلعات أهالي المدينة.

كما عبّر أبو شحادة عن تطلعه إلى استمرار دعم الأهالي للهيئة، مؤكدًا أن تعزيز الثقة بين القيادة والجمهور يُعدّ ركيزة أساسية لمواجهة التحديات المقبلة، وللنهوض بالعمل المجتمعي في مختلف مجالاته. ومن المتوقع أن تبدأ الإدارة الجديدة خلال الفترة القريبة جلسات مكثفة لرسم الخطط الاستراتيجية ومتابعة الملفات العالقة، بما يشمل شؤون المساجد، ورعاية المبادرات الشبابية، وتعزيز الحضور الإسلامي في الحياة العامة في يافا.

ويأتي الإعلان عن التشكيلة الجديدة في وقت يعلّق فيه سكان المدينة آمالًا واسعة على قدرة الهيئة المنتخبة في ترميم النسيج الاجتماعي وتعزيز الدور التمثيلي للمؤسسات المحلية، وخاصة مع دخول يافا مرحلة وصفها رئيس الهيئة بأنها “دقيقة ومفصلية”. ويأمل أبناء المجتمع اليافي أن تفتح هذه الدورة بابًا أوسع للعمل المشترك، والتخطيط المتوازن، والمتابعة المهنية لقضايا المدينة، بما يسهم في حماية مصالح المجتمع والحفاظ على الهوية الدينية والوطنية لأهالي يافا.