top of page

الأرقام لا تكذب..

  • Writer: ناضل حسنين
    ناضل حسنين
  • Dec 8
  • 2 min read
ree

دعوا الأرقام تحسم التباين في المواقف بدلا عنا.. لماذا قد يكون الصوت العربي بمثابة القوة الأكثر حسماً في انتخابات الكنيست المقبلة؟


كثيرا ما نتحدث عن "أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات"، لكننا نادرا ما نتوقف أمام السؤال الأبسط والأعمق: كم يساوي الصوت العربي فعليًا في هذه الانتخابات؟ وهو سؤال بعيد عن المعنى العاطفي، وأقرب الى معناه الذي يجعل السياسيين يعيدون حساباتهم، ويجعل الحكومات تقف عند باب المجتمع العربي بدلاً من الالتفاف عليه.


اليوم يقف في المجتمع العربي أكثر من مليون و30 ألف صاحب حق اقتراع. انه رقم في حال تبلور لقوة فعلية في الصناديق، لصار قادراً على خلق قوة سياسية عربية لا يمكن لأي ائتلاف أن يتحايل عليها.


ولكي نتخيل حجم القوة التي اتحدث عنها، دعونا نفترض التوصل الى اتفاق بشأن خوض الانتخابات في قائمة واحدة – "المشتركة" المؤلفة من التشكيلات السياسية العرببة الأربعة، ولنتفحص ثلاث نسب مشاركة وما قد تسفر عنها:

عندما تبلغ نسبة التصويت في المجتمع العربي 40%، وهذا يعني نحو 412 ألف صوت عربي، وهو يعني كذلك الحصول على عدد يتراوح بين 11-12 مقعدا في الكنيست.


عندما تبلغ نسبة التصويت في المجتمع العربي 50% فذلك يعني 515 ألف صوت، وهو ما يضمن لنا تمثيلا برلمانيا يتراوح بين 14-15 مقعدا في الكنيست.


أما عندما تصل نسبة التصويت الى 60% في المجتمع العربي، فإن ذلك يعني أكثر من 618 ألف صوت، وهو ما يضمن لنا 17 مقعدا وربما أكثر.


هذه أرقام تغير شكل الكنيست من أساسه. ليس لأن التمثيل العربي يصبح أكبر فقط، بل لأن كل حزب إسرائيلي مضطر لإعادة قراءة الخريطة: أين سيقف؟ ماذا سيقدم؟ وكيف سيفاوض؟


لكن هذا يفترض، كما ذكرت آنفاً، وجود قائمة مشتركة واحدة تجمع التشكيلات الأربعة: الجبهة، الموحدة، التجمع، والعربية للتغيير. لأن القائمة المتحدة لا تجمع الأصوات فقط؛ بل تمنع تبديدها بين قوائم قد لا تتجاوز نسبة الحسم. قائمة واحدة تزيد المشاركة لأنها تمنح الناس شعورًا بالوضوح والقدرة على التأثير، وتزيل الخوف من ضياع الصوت. والمعادلة بسيطة: كلما توحدت القائمة، ارتفعت المشاركة، وكلما ارتفعت المشاركة، ارتفع عدد المقاعد.


أما إذا خاضت التشكيلات السياسية العربية الانتخابات في قائمتين عربيتين منفصلتين، فهنا يتغير المشهد. فقد اثبتت التجربة أن الانقسام يُقلّل الثقة، ويخفض نسبة التصويت، ويفتح الباب لخطر عدم اجتياز إحدى القائمتين نسبة الحسم، ويؤدي إلى خسارة مقاعد يمكن أن تكون حاسمة في تحديد هوية الحكومة.


لهذا، فإن السؤال الحقيقي ليس: "هل يصوت العرب بكثافة؟" بل: "ما الإطار السياسي الذي يشجعهم على التصويت بكثافة؟"


والإجابة واضحة عبر السنوات: كلما توحدت الأحزاب العربية، ارتفعت المشاركة. وكلما انقسمت، تراجعت.


إن لدينا اليوم فرصة لا تتكرر كثيرًا. مجتمع يملك أكثر من مليون صوت، قادر على إنتاج كتلة برلمانية قد تصل إلى 17 مقعدًا، وعلى تغيير شكل السياسة في هذه البلاد من جذورها، بشرط واحد فقط: أن يتحول هذا الرقم إلى قوة مشتركة، لا إلى قوى متنافسة تضعف بعضها البعض.


إنّ الصوت العربي ليس صوت احتجاج فقط، بل صوت إدارة للعبة السياسية. وإمساك ورقة الاقتراع ليس فعلًا عابرًا، بل إعلانًا بأننا حاضرون، وأن هذه البلاد لن تدار دون وزننا الكامل.

Comments


من 48 - عشان 48

  • X
  • Facebook
  • Instagram
bottom of page